الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية العميد بن نصر والأستاذ الباجي يحلّلان: هل ينجح حفتر في القضاء على الإرهاب وما الذي ينتظر تونس جراء هذه الحملة؟

نشر في  28 ماي 2014  (10:57)

 لا أحد يخفى عليه أنه منذ سقوط نظام القذافي في ليبيا ظهرت بعض الميليشيات المتشددة والتي ساهمت قبل ذلك في الإطاحة به،الان وبعد مضي أكثر من ثلاث سنوات يبدو أن موازين القوى قد تغيرت وأن المواطن الليبي قد ضاق ذرعا بحالات الانفلات الأمني والقتل التي تحدث يوميا في عدة مناطق من ليبيا.ولتتشكل خارطة أخرى للأمن بعد إعلان اللواء خليفة حفتر الحرب على من أسماهم بأنصار الشريعة والمتشددين الدينيين، وفي حوار أجرته معه جريدة «الواشنطن بوست» حول قابليته للتفاوض مع المليشيات المسلحة، جاء رده بأن <>هذه الجماعات مسلحة، مجرمة وتضم مجرمين من كل أنحاء العالم ، موضحا أنه لا يقوم بالدفاع عن ليبيا فقط بل عن العالم بأسره». فمن يساند حفتر في حملته هذه ؟ومن هي الكتائب التي تقف ضده؟

قبائل بالجملة تسانده

انضمت اغلب المناطق الغربية باستثناء بلدتي  نالوت و غريان لتحرك حفتر وفي مقدمتهم الزنتان، العجيلات، صرمان، الجميل، رقدالين والزاوية، ورشفانة، المشاشية والنوايل، أما جنوبا فان الكفرة هي أول من أعلنت انضمامها وذلك من خلال رئيس الكتيبة الثانية لحماية الأهداف الحيوية وليد بوليفة، ثم لحقت بها الجغبوب . وسبق ان خرجت في بنغازي مظاهرات خلال الاسابيع القليلة الماضية ، اشتبك المتظاهرون خلالها مع كتيبة 17 فيفري وسقط اثر ذلك عديد القتلى والجرحى من المتظاهرين السلميين . وكانت بنغازي في طليعة المدن التي دعمت حفتر ثم لحقت بها المرج والبيضاء وسرت البريقة وتوكرة وطبرق وبرقة و بقية مناطق الجبل الأخضر.


كتيبة الصواعق والقعقاع

إنضم لواء «القعقاع»، وكتيبة «الصواعق»، إلى ما يسمى بقوات الجيش الوطني، بقيادة اللواء خليفة  حفتر في حملته ضدّ مايسمى بقوات «17 فيفري» و«أنصار الشريعة»، وهما جماعتان متهمتان بالإسلام السياسي المتشدد، لدرجة القرب من القاعدة. اشتركت كتيبة الصواعق في الهجوم على طرابلس في سبتمبر 2011، وكلفت بحماية كبار أعضاء الحكومة الانتقالية، وأدرجت تحت سيطرة وزارة الدفاع في أكتوبر 2012.
عدد أفراد كتيبة الصواعق غير معروف، لكن تسليحها على مستوى عال، خاصة أنها تمتلك أسلحة مضادة للطائرات .


المستهدفون هم الإرهابيون

تمثل  بعض القوات الحكومية الطرف الثالث في هذا الصراع، وهي ممثلة في قوات الشرطة التابعة لمديرية أمن بنغازي وتشكيلاتها المختلفة من قوات الأمن المركزي وقوات الإسناد الأمني، وكذلك قوات الصاعقة التي يقودها العقيد ونيس بوخماده وهي قوات الجيش الشرعية المتبقية من الجيش الرسمي، إضافة لقوات الغرفة الأمنية المشتركة التي تضم عناصر من الثوار والجيش والشرطة والتي يقدر تعدادها بـ 6 آلاف عنصر و من جهة اخرى إنضمت غرفة ثوار ليبيا المقربة من الإخوان المسلمين إلى المعارك الدائرة ضدّ لواء القعقاع وكتيبة الصواعق في طرابلس.


خليفة حفتر: القضاء على الإرهابيين هدفنا

في تصريح لجريدة المصري اليوم اعتبر اللواء خليفة حفتر أن حربه الأولى هي ضد الإرهابيين والمتطرفين الذين أمعنوا في ترويع العباد والبلاد وهو ما أثر  على الوضع الأمني والاجتماعي مؤكدا أن عدد قطع السلاح الموجودة على الأراضي الليبية يفوق ال 25مليون قطعة سلاح ،وأن السلاح لم ولن يرفع في عملية الكرامة في وجه  الليبيين بل   في وجه المتطرفين  كما أشار إلى أن ليبيا تحولت إلى وكر للجهاديين  الأجانب الذين  يريدون تحويل ليبيا إلى ساحة للجهاد وأنه استطاع وإلى حدود الأيام القليلة الماضية السيطرة تقريبا على كل أجزاء البلاد مضيفا أن جزءا من  المجلس الوطني متواطؤ مع الإرهابيين وسيقع محاسبة كل من أذنب واعتبر حفتر أن الحكومة تعيش صراعات أجنحة في ما بينها وعليها أن ترحل لأنها فقدت شرعيتها .وعجزت عن مكافحة الإرهاب الذي عم كل المناطق.وبدا اللواء خليفة حفتر واثقا من نفسه ومن قدرته وقدرة الألوية التي تسانده في القضاء على ما أسماهم الإرهابيين .
وفي خطوة مفاجئة دعا محمود جبريل رئيس الوزراء الأسبق الشعب الليبي إلى الالتفاف حول «عملية الكرامة «محملا المؤتمر الوطنى العام مسؤولية الفشل الحالى ومأساة الليبيين فى كل مناحي الحياة وأوضح أن الشرعية الوحيدة التى يجب أن تحترم هى شرعية الشعب الليبي.. مشيرا إلى أن تحرك الجيش الليبي عسكريا يأتى دفاعا عن النفس وخاصة بعد مقتل 500 قائد عسكرى ليبي حتى الآن، محذرا من انقسام الجيش إلى ثلاثة جيوش، داعيا عناصر الجيش إلى الالتفاف حول «عملية الكرامة».
وحمل محمود جبريل، أول رئيس حكومة عقب الثورة ، المؤتمر الوطني العام (البرلمان) مسؤولية الفشل الحالى فى كل مناحي الحياة، واصفا ما يجرى بـ- «المأساة « ، داعيا فى الوقت ذاته إلى فرض رقابة على ميزانية الحكومة التى تجاوزت 58 مليار دولار.
وأمام هذا الصراع الدائر في ليبيا وما يكتنفه من غموض يتساءل الكثيرون في تونس عن مدى تأثير ذلك على وضعنا الأمني والتهديدات المحتملة خاصة إمكانية  تسرب بعض الجهاديين إلى بلادنا .بعد أن يحكم خليفة حفتر سيطرته على جميع المدن الليبية وخاصة الشرقية منها حيث تستقر عديد المليشيات المسلحة التابعة لأنصار الشريعة .


الحذر من تسلل الإرهابيين إلى بلادنا

وفي هذا الإطار سألنا العميد مختار بن نصر المتقاعد من الجيش الوطني، عن تداعيات ما يحدث في ليبيا وعن الوضع الأمني في بلادنا ،الذي اعتبر أن تضييق الخناق على المتشددين  الدينيين من أنصار الشريعة وأتباع القاعد ة في ليبيا سيدفعهم إلى التفكير في مغادرة ليبيا نحو البلدان المجاورة وعليه لا بد من تأمين حدودنا البرية خاصة مع ليبيا والتثبت في كل الوافدين إذ بإمكان بعضهم التسلل كمواطنين عاديين، وأوضح أن عملية الكرامة أصبحت تتوسع يوما  بعد يوم في ليبيا وتلقى ترحيبا شعبيا لا مثيل له وهو ما سيجعل من بقاء الإرهابيين في ليبيا أمرا  شبه مستحيل وسيدفعهم إلى الفرار خارجها مشيرا إلى أن الجزائر مثلا أعدت 18منطقة عسكرية عازلة  وأحكمت السيطرة على حدودها مع ليبيا ويقوم جيشها  بطلعات جوية تكاد تكون على مدار الساعة،وعليه فإن تونس مطالبة  بإحكام سيطرتها على الحدود وإعلان حالة الطوارئ على كل المنافذ،واعتبر أن انتصار اللواء خليفة حفتر على الإرهاب في ليبيا سيخدمنا لا محالة .وعن إمكانية قدرة هذا الأخير على النجاح في ظل ما يميز ليبيا عن بقية الدول من سيطرة القبائل والعشائر على الوضع الامني أكد لنا العقيد مختار نصر أن عملية الكرامة تلقى مساندة شعبية يوما بعد يوم خاصة في مدينتي بنغازي وطرابلس وأن هذا مؤشر على نجاحها وقدرة حفتر إلى السيطرة على فوضى السلاح التي سادت ليبيا منذ اندلاع  الثورة والإطاحة بالقذافي.


من الصعب السيطرة على أنصار الشريعة

شكك الشيخ فريد الباجي  رئيس القسم الأمن  العقائدي بالمركز التونسي  لدراسات الأمن الشامل من قدرة اللواء خليفة حفتر من القضاء على أنصار الشريعة في ليبيا قائلا»تنتظر ليبيا أياما عصيبة فما نعلمه أن أنصار الشريعة لهم من العتاد والقدرة على استعمال السلاح وسرعة التخفي والمناورة وخاصة تدريباتهم العالية  على التفجير وإحداث العمليات النوعية وخاصة  الانتحارية ,لأن عقيدتهم دموية ولن تثنيهم تهديدات خليفة حفتر من القيام بعمليات إرهابية سيكون لها وقع كبير على المجتمع الليبي»وأشار إلى أن الإرهابيين في ليبيا وخاصة أنصار الشريعة يملكون عتادا حربيا متطورا و القضاء عليهم سيطول وعليه لا بد من إحكام سيطرتنا على الحدود،مشيرا إلى أن الوضع في ليبيا سيشهد انفجارا لا مثيل له في قادم الأيام .
  

عبداللطيف العبيدي